من خطاب السيد الرئيس حفظه الله في الاجتماع الدوري لوزارة الأوقاف في جامع العثمان،بتاريخ ٧ كانون الأول ٢٠٢٠

دور وزارة الأوقاف كما وصفه الرئيس الأسد

أريد أن أختم كلامي بالتنويه بدور هذه المؤسسة العريقة ، المؤسسة الدينية ، مؤسسة الأوقاف التي تشكلون أنتم عمادها وعن دورها في هذه الحرب ، أستطيع أن أقول كما عادتي بعيداً عن المبالغات بأنكم كنتم رديفاً للجيش وكلنا يعرف بأن الحرب التي استخدمت المصطلحات الدينية في سورية بدأت قبل الحرب العسكرية وكان أملهم بأن الحالة الطائفية هي التي ستدفع الناس إلى حمل السلاح والقتال ولكن عندما فشلوا قرروا أن يذهبوا باتجاه الإرهاب فلذلك عندما أقول (رديف للجيش ) فهذا الكلام دقيق لأنه لو تخاذل الجيش لانتصر الإرهاب ولو تخاذلت المؤسسة الدينية لانتصرت الفتنة لذلك كانت الحرب عليكم كأشخاص وعليكم كمؤسسة حرباً شرسة جداً من قبل الطائفيين ومن قبل المتعصبين ومن قبل الخونة ، ولكن هذا شيء طبيعي ، وهذا شهادة على الموقع الوطني والديني الصحيح لهذه المؤسسة وأنا أعتقد أنه مع استمرار هذه الظروف إذا توقف هذا الهجوم عليكم من قبل نفس هذه المجموعات عندها عليكم أن تقفوا أمام المرآة وتقولوا أين أخطأنا ، فلذلك يجب أن لا تنزعجوا من هذا الهجوم فهو دليل على صحة النهج الذي تسيرون فيه. أما من يهاجم هذه المؤسسة انطلاقاً من الشك وليس من سوء النوايا فهو لا يعرف عن دور هذه المؤسسة في منع الفتنة والتقسيم وهو لا يعرف عن دور هذه المؤسسة في منع الطائفية وفي منع التطرف ، وفي تطهير المناطق التي تحررت من بقايا الفكر التكفيري المتخلف. -هو لا يعرف عن الأشياء التي تقومون بها الآن بشكل مستمر. -هو لا يعرف ماذا يعني أن تتمكن هذه المؤسسة في هذه الظروف القاسية وهي تحت ضغوط من كل الاتجاهات أنا أعرفها بالتفاصيل من أن تنجز تفسيراً عصرياً يتناسب مع تحديات العصر، ويشكل مرجعية جامعة لمختلف الطوائف الإسلامية ،ويشكل نقطة التقاء مع إخوتنا المسيحيين ، هذا إنجاز كبير جداً. -هو لا يعرف ماذا يعني أن لا تتمكن دولة من تغيير قانون الأحوال الشخصية لأكثر من ستة عقود وتقوم هذه المؤسسة بتغييره في العام الماضي ، طبعاً معروف أن قانون الأحوال الشخصية مرتبط بشكل وثيق بالدين.. ولا يعرف ماذا يعني أن تنجز هذه المؤسسة قانون الأوقاف الذي تعرض للهجوم في العام الماضي وهو كقانون مهم جداً من أجل مأسسة العمل الديني ومنع الحالات الفردية الشاذة من تعميم شذوذها على الوسط الديني..ولا يعرف في النهاية ما هو الفرق أو ماذا فعلت هذه المؤسسة أو ماذا يعني أن تتمكن هذه المؤسسة من منع الربط بين الدين وبين الخيانة الوطنية ، وتكريس أو تثبيت أنه لا يمكن للإنسان أن يكون مؤمناً حقيقياً وخائناً لوطنه بالوقت نفسه ، *لكن قدركم أن تحملوا بالإضافة إلى المسؤولية الشرعية الكبيرة والجسيمة مسؤولية معالجة التراكمات عبر القرون الماضية، ومن واجبكم أيضاً الحفاظ على بلاد الشام عمود الكتاب والأرض المباركة التي أحبها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.