بيان صادر عن اتحاد علماء بلاد الشام

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن اتحاد علماء بلاد الشام
قال تعالى: {۞ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء ٧٤ )
 الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
لايزال العالم يرى ويسمع توالي الإجرام الممنهج والاستهانة بالدماء والحرمات والمقدسات مما أصبح مسلسلاً يومياً يقوم به الصهاينة، متجاوزين بذلك كل حدود العدوان والإرهاب إلى نموذج مقيت لم تعرف له البشرية مثيلاً كان آخره اغتيال الشهيد البطل يحيى السنوار.
وهنا نقول للصهاينة بلسان كل مؤمن وشريف في هذه الأمة:
إنكم تقاتلون رجالاً عقيدتهم أقوى من كل أسلحتكم وإمكاناتكم وجبروتكم ، ومهما تفوقتم بالعدة والسلاح لن تنتصروا عليهم، إنهم أبطال المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، الذين سيواصلون مجابهتكم بيقينهم وإعدادهم ما استطاعوا من قوة كي يستردوا أرضهم وحقوق أمتهم المسلوبة، و رغم كل الآلام والتضحيات فهذه صواريخ المقاومة الإسلامية التي ترمى عليكم وتجتاز قبتكم الحديدية تخبركم أنها لا تصل برمي ودفع المجاهدين فحسب وإنما بالمدد الإلهي الدي وعد الله به عباده الصادقين إذ قال:
(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ } (الأنفال ١٧)
وقول نبينا صلى الله عليه وسلم : ( ارم يا سعد فداك أبي وأمي )
فرماة صواريخ المقاومة الإسلامية فداهم رسولنا صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه.
 كذلك إن المشهد الذي سيسطره التاريخ بأحرف من النور والعزة والإيمان والكبرياء هو ذاك المجاهد والقائد العظيم الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وقد أنهكته الجروح والإصابات يلقي عصاه على طائرتكم وهو يعلم أنها محض عصا لن تصيب طائرة ذكية، ولكنه ألقاها لنا  لئلا نخجل من عصانا الضعيفة العاجزة، صحيح أن العصا لن تصطدم بالطائرة أو الدبابة ولن تشج رأس العدو، وربما بدت رميتها ضعيفة وهي صادرة عن يد تكاد الروح تغادرها لكنها اليوم توقظ شباباً ورجالاً وكهولاً وتبعث الحياة في جسد الأمة وقلوب الغافلين وتسقط دعاوى المنافقين والمتخاذلين والمطبعين، وتعلم الأمة أننا نستطيع أن نشبه  الصحابة والفاتحين و الأبطال الذين كنا نقرأ عنهم.
 لقد بارك الله في تلك الرمية وصدق الله ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ  ) (الأنفال ١٧)
  رميةٌ رماها رجل وحده قبل أن تقبض روحه، رمية لم تطل هدفها لكنها طالت كل أرجاء الأرض، رمية ستكون درساً محفوراً بالقوة والإقبال والرجولة في ذاكرة الأجيال، وشعلة تضيء بعد الطوفان ألف طوفان، فلا نشكك بثباتنا ومقاومتنا وصبرنا ونيأس  من روح الله ( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف  ٨٧)
ولو كانت النتيجة بعد أجيال فعلينا السعي و الإعداد و العلم و العمل،  وعلينا مفهوم الرمي وعلى الله الأثر والنتيجة في الحياة وبعد الممات.
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج ٤٠)

اتحاد علماء بلاد الشام
دمشق:
 السبت ١٩/ تشرين الأول / 2024ميلادي الموافق لـ ١٦ ربيع الآخر 1446هجري