المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف هو إنجاز كبير لأنه يؤكد على مرجعية فكر علماء بلاد الشام بدلاً من الدول الأخرى كما أنه يضم علماء من كافة المذاهب الإسلامية، ويدعو إلى نبذ التعصب والطائفية.
إن تشكيل المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف السورية والذي يضم كافة المذاهب الإسلامية يعد خطوة غير مسبوقة على صعيد تجاوز عصور الانحطاط وكل الأخاديد التي أحدثها ورسمها أعداء الأمة والوطن عبر التاريخ لزرع بذور التطرف والانقسام المذهبي والطائفي في المجتمعات.
وإن وزارة الأوقاف تدعو كل المخلصين في المجتمع وعلى الساحة العربية والإسلامية للتجاوب الخيّر وتهيئة الأرضية والمناخ المناسب لإنجاح هذه الخطوة الرائدة والنقلة النوعية في الفكر الإسلامي عموماً والتي تعبر عن ريادة بلاد الشام ودورها المتميز في النهضة والإصلاح الديني.
حيث عقد في مبنى وزارة الأوقاف بدمشق الاجتماع الأول للمجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف المشكل بموجب المادة الخامسة من القانون 31 للعام 2018 برئاسة السيد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد وحضور كبار العلماء من كافة المذاهب الإسلامية، حيث ابتدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الجيش العربي السوري الباسل وبعد ذلك تنوعت النقاشات خلال الاجتماع حول المستجدات التي تهم الناس اليوم، وكيفية تحقيق التكامل بين المذاهب والتوصل إلى اجتهادات تكون محافظة على ثوابت الدين ومحترمة للعقل ومنسجمة مع الواقع.
وقد أكد السيد الوزير في بداية الاجتماع على عدم تسطيح العقل في فهم القرآن وأن اجتماع اليوم في اللجنة التحضيرية للمجمع الفقهي السوري يهدف إلى ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية والأخذ بيد أبناء الوطن على اختلافهم وتنوعهم لمواجهة فكر أعداء الأمة الصهاينة و المتطرفين التكفيريين وأتباع الإسلام السياسي وإخوان الشياطين الذين مالبثوا يبثون الفتن لتمزيق الأمة وتشتيت قوتها بعيداً عن أهدافها ، وتأكيداً على الجمع بين العقل والنقل في فهم النصوص القرآنية والسنة الشريفة فهماً يناسب الواقع وحاجات الناس المعاصرة ويؤكد صلاحية التشريع الاسلامي لكل زمان ومكان ، و لتأسيس فقه الواقع الذي يجد الحلول المناسبة لمشكلات الناس على الصعد المختلفة وترسيخا لفقه المواطنة والحوار ونشره في المجتمع عبر الوسائل المتنوعة ليكون عامل قوة وليعزز الانتماء للوطن وقيمه التاريخية والحضارية ، وبناء المستقبل الفكري للأمة والاستفادة من التراث الفقهي والمخزون العلمي لعلمائنا السابقين ، وتقديم الإسهامات الجديدة التي تنهض بالواقع وتتجاوز أخطاء الماضي ومشكلاته ، وقد أكد السيد الوزير أن هذا الاجتماع ومايتضمنه من التكامل والتناغم بين مختلف الاجتهادات الفقهية إنما ينطلق من قول السيد الرئيس بشار الأسد :(( إن أئمة المذاهب تركوا لنا مدارس فقهية ولم يتركوا لنا طوائف ولو علموا أنهم سيتركون لنا طوائف ماتركوها لنا)).
وبناء على ما تم الاتفاق عليه في هذه الجلسة فقد أقر المجلس إطلاق العمل بفقه الواقع والقضايا المعاصرة ومنها: (المواطنة، الوحدة، حرب الانترنت، المقاومة، مواجهة التطرف) وتم بعد ذلك تشكيل لجنة مصغرة لإعداد جدول أعمال الاجتماع الرسمي للمجلس العلمي الفقهي كما تم تسمية أمين سر للمجلس وتحديد اجتماعات المجلس كل ثلاثة أشهر.وفي الختام وجه الحضور تحية ولاء ووفاء للسيد الرئيس بشار الأسد باعتبار هذا المجلس هو الأول من نوعه في العالم الإسلامي الذي يجسد الفكر الإسلامي السوري المتطور.
- المشاهدات: 10195