صحيفة الثورة تكتب عن فقه الأزمة

2015-02-08 21:38:15

فقه الأزمة..من أجل فكر تنويري.. لا دعاة على أبواب جهنم..

دائرة الثقافة
ثقافة
الأحد 8-2-2015
رب ضارة نافعة، مما لاشك فيه انها مقولة صالحة لكل زمان ومكان، في المبدأ والعموم وان كنا نتمنى الا نكون قد وقعنا في الضارة التي نعيشها الان شعبا وامة ووطنا،

اعني بها الحرب العدوانية التي تشن على سورية اولا وثانيا وثالثا ورابعا، وفيما بعد على الامة والوطن والاسلام ورسالته السمحاء لان سورية الركيزة والاساس والمنطلق ومن على ارضها الطاهرة المباركة، بالعمل والامل والعمل والايمان، انتشرت الرسالات السماوية، ومن مائها وفاكهتها وقمحها وخبزها, كان المدد وكان العدد.‏
ومن مساجدها وزواياها العلمية انتشر الالق الى كل مكان, ومن ارضها ومن عبق رجالها وعطائهم كان الفداء والافتداء, هل نذكر بما حصل في التاريخ؟ من اجل تدمير هذا البنيان الحقيقي وتصدعه كانت حربهم التي ما تركت وسيلة من وسائل الارهاب الفكري والمعنوي والجسدي وغيره الا وجربته, سورية العشرة الاف عام من الحضارة والالق والعطاء هي التي حولت العالم واعطته معناه ومبناه, وهي التي اذاقت اعداء الانسانية الويل والثبور وجعلتهم ينكفئون من اينما اتوا, لذلك هي الغاية من هذه الحرب، وبالتالي كسر القيم والمبادىء وتحطيم وتشويه الرسالة السماوية، رسالة الاسلام الذي ما عرف ابدا الا بالعطاء, والحب والعمل والامل, الاسلام الذي يرى العمل عبادة, وطلب العلم عبادة والجهاد من اجل الحق بالكلمة الطيبة ايضا عبادة.الاسلام الذي نهى عن قتل النفس البشرية, الاسلام الذي حدثنا عن امرأة دخلت النار في هرة, فكيف بإنسان؟‏
الاسلام الذي رأى انه لايؤمن انسان حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه, الاسلام الذي انار الدروب في الليل لئلا يتعثر، الاسلام الذي قال خلفاؤه ما قالوا، في المحبة والتسامح والامل والعمل، الخليفة ابو بكر (رض) ووصاياه لجيوش الفاتحين, الا تقتلوا، لا تحرقوا، لا..وعمر الخليفة العادل الذي نام قرير العين وقد قال قولته الشهيرة: لو ان نعجة تعثرت في مكان ما لكنت مسؤولا عنها، وعلي بن ابي طالب وجه الانسانية وعدالتها ومقولته لم يترك لي قول الحق صاحبا، وعثمان ذو النورين وما جاد به من مال في سبيل الله, هذا هو الاسلام الذي انتشر من سورية ومن ارضها ومن مائها شرب، وبالسيف الدمشقي صد الغدر والعدوان ولم يستله بوجه احد الا من طغى وتجبر.‏
الحرب التي قلنا عنها رب ضارة نافعة, هي اليوم وقد د خلت عامها الرابع, تكشف الصدأ وتزيله, وعلى عاتق اهل الشام (سورية الطبيعية) يقع عبء ازالة ركام اكثر من الف عام من الاثام والخطايا التي ارتكبها الاخرون والصقوها بالاسلام والعرب والعروبة ظلما وعدوانا، نعم علينا هنا علماء ومفكرين وعاملين وكل ابناء الحياة والامل ان نعمل على ازالة هذا الصدأ والعفن، ازالة عفن فقه تمرس بأن يكون عونا للسلطان وتحت امرته، يشرى ويباع بالمال، فقه ليس من الحياة، ولا يصب في مجراها ابدا، قلة او كثرة من فقهاء ومن يدعون انهم كذلك،باعوا انفسهم عبر مراحل كثيرة للسلطان الجائر، وليكون سيوفا على رقاب من ائتمنوا عليهم، وبالمقلب الاخر ثمة من دفع من الفقهاء والعلماء حياته ثمنا، من اجل الاسلام الوضاء المنير.‏
فقه الأزمة
كتاب فقه الازمة الذي صدر حديثا عن وزارة الاوقاف وبأربعة مجلدات متميزة مضمونا واخراجا يأتي في المرحلة الاصعب والاكثر حساسية، فقه الازمة عمل موسوعي اعد من ابحاث وقراءات ومتابعات، لم تكن لتأتي بين ليلة وضحاها ابدا انما هي ثمرة عمل دؤوب كان يجري بصمت، هنا وهناك، وربما من سنوات علماء وفقهاء حقيقيون، كتبوا وتدارسوا وقد حان الوقت لنشر ما اعدوه، وقد فعلت وزارة الاوقاف خيراً بهذا العمل الموسوعي.‏
الجزء الاول يقف عند العناوين التالية: الوهابيون خوارج العصر، الكفر والتكفير وضوابطهما، الاخوان المسلمون النشأة والحقائق، ادعياء السلفية في الميزان، مفهوم الجهاد في الاسلام، دعاة فتنة, لا دعاة رحمة.‏
أما الجزء الثاني فقد توقف عند العناوين التالية: مصطلحات افرزتها الازمة مثل: مفهوم الثورة في الاسلام، مصطلح جهاد النكاح وحقوق المرأة في الاسلام، المنهج النبوي في الدعوة وموقع الاحزاب الدينية منه، وحدة الامة في ظل احترام ابنائها المتبادل وغنى التنوع المذهبي، اهمية المذاهب الفقهية في رعاية الوحدة الاسلامية.‏
أما الجزء الثالث فقد عالج سبعة عناوين هامة وقدم من خلالها خارطة طريق للعمل الدعوي مستلهما المنظومة الفكرية العلمية في خطاب السيد الرئيس بشار الاسد لصياغة وبناء الوطن والامة في ضوء الفهم الصحيح للاسلام الحقيقي (دراسة وتحليل).‏
أما العنوان الثاني فكان: محاولات زرع الفتنة الطائفية في سورية متى وكيف ولماذا ؟
ثالثا: الحركة التكفيرية الوهابية (نقد وتحليل).
رابعا: الاخوان المسلمون النشأة والحقائق والحقائق ج 2، والخامس ايضا يقف عند هذه النشأة.
الموضوع او العنوان السادس جاء تحت عنوان: المواطنة في الاسلام مفهومها ومقوماتها، اما السابع فهو التكفيريون والجهاد المعاصر قراءة نقدية في المفهوم والاصلاح.
ليختتم بالثامن: الخطاب الاسلامي والتجديد اطوار وتحولات.
أما ختام الرحلة فهو مع الجزء الرابع وهو ايضا غني وحافل بالعناوين التي تهم الجميع مثل: التعامل مع غير المسلمين في الشريعة الاسلامية، دعاة الى الله، لادعاة على ابواب جهنم، الاسلام بين التطرف والاعتدال، افعال شرعها الاسلام وانكرها منتظمو الوهابية، في سبيل النهوض بالامة، الفرق الاسلامية قديما وحديثا، ممارسات بحق المرأة يرفضها الاسلام.‏
الكتاب سفر حقيقي في التنوير والاضاءة،والعمل من اجل الحياة والايمان، وقف عند عناوين واسعة وهامة، وقد استطاع ان يزيل الكثير من الصدأ الذي لحق بالفكر الاسلامي، عرّى دعاة الاسلام وفضح الوهابية البغيضة الحاقدة حتى على الحياة نفسها، ونحن اليوم احوج الى مثل هذه الكتب وان تزداد ايضا عمقا وانتشارا بين اوساط القراء، والا يقف توزيعها عند مؤسسات او مدارس دينية، بل علينا ان نعمل على ان تصل الى كل بيت، وكل مكتبة وان تتطور باستمرار وتقف عند قضايا ايضا تستحق ان نعالجها، ولكن للضرورة احكام، وبكل الاحوال ثمة ملاحظات لابد من ذكرها وقعت، لكن السرعة في الانجاز وضرورته كانت وراء ذلك، بكل المقاييس عمل يحسب لوزارة الاوقاف ومن عمل به، وكله من اجل الانسان وكرامته.‏

لرؤية الصور المرفقة اضغط على الروابط: