الشــــــهداء حمــــاة الوطــــن وحـــراس العقيــدة..
ثقافة
الأحد 1-2-2015
دائرة الثقافة
مما لاشك فيه أن الأمم والشعوب التي تريد لرسالتها الانسانية والحضارية أن تبقى مستمرة في عطائها وتحافظ على وهجها الحضاري والمعرفي والاخلاقي،
فإنها تفتدي هذه المسيرة وتقاوم من أجل بقائها تقاوم بالقول والفعل تقدم الغالي والنفيس من أجل كرامتها وعنفوانها واستمرار الابداع الانساني وهنا لانعني به أي لون محدد انما ان الاخلاق والانسان وقيمه وعقيدته وكرامته.
ومما لاشك فيه ان العرب أدمنوا الفداء وكانوا السباقين إليه على مختلف المراحل والعصور، ومن يتتبع صفحات من تاريخنا العربي والاسلامي فسيجد مدارس الفداء تتوهج يوما تلو الاخر فمنا الفدائي الاول سيدنا المسيح عليه السلام، ومنا الفدائي الذي افتدى رسول الله في مكة ونام في فراشه ومنا ومنا الاف الاف الشهداء والفدائيين، وربما ليس الفداء بالنفس هو المعني وحده بالفداء فكم من انسان افتدى بالمال والثروة أشياء كثيرة واستمر العطاء، والقافلة مواكب الشهداء مستمرة الى ما لانهاية.
وزارة الاوقاف السورية كما علمتنا في اصدار الكتب الهامة والمتميزة وكان اولها: فقه الازمة تصدر اليوم كتابها الجديد والهام والمعنون بـ (الشهداء حماة الوطن وحراس العقيدة) وقد جاء الكتاب في حلّة متميزة تليق بالاصدار وعلى الغلاف الخارجي دونت أحاديث وأقوال رويت عن الرسول عليه الصلاة والسلام وعن الخلفاء الراشدين، والصحابة، قال رسول الله سيدنا محمد : (ما من أحد يدخل الجنة يحب ان يرجع الى الدنيا وله ما على الارض من شيء الا الشهيد يتمنى ان يرجع الى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة).
وقال سيدنا علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه: (الجنود حصون لرعية وعز الدين)، وقال سيدنا خالد ابن الوليد ايضاً: (لقد شهدت مئة زحف وما في جسدي موضع شبر الا وفيه رمية بسهم او طعنة برمح وها انا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء).
هذا الاستهلال الرائع بحأديث ومأثورات يليه تقديم ايضا يحمل نبض الشهيد ومن طيبه،فهو مهدى الى: الى ارواح شهدائنا الابرار الذين ضحوا بالارواح والانفس والغالي والنفس في سبيل الله، الى كل ام فقدت فلذة كبدها واستشهد من هو اغلى عليها من روحها، الى كل اب أحزنه فقد ولده وثمرة فؤاده، الى كل من ذرف دمعة حزن على فقد عزيز وغال في سورية الوطن إلى عائلات الشهداء، وذويهم الذين تحملوا ألم الفراق وصبروا على الجراح لتبقى سورية, إلى جرحى الجيش العربي السوري الباسل الذين خضبوا ارض سورية بدمائهم الزكية التي كانت سياجا لحماية الوطن.
بعد هذا الاهداء الرائع والجميل يقدم الكتاب ايات من الذكر الحكيم حول الشهادة والشهداء ومن ضحى بنفسه في سبيل الله، يلي ذلك أحاديث عن الرسول وبعض الخلفاء والصحابة حول الشهادة والشهيد والفداء والافتداء، ومن ثم من اقوال القائد المؤسس حافظ الاسد في الشهادة والشهيد ومقولته الشهيرة التي تحولت الى شعار يردد في كل أنحاء سورية وقول عملي وفعل بالتضحية والفداء: الشهداء اكرم من في الدنيا وانبل بني البشر، وايضا قوله: الشهداء هم الشرفاء والقديسون لقد اختصروا قيم الحياة الفاضلة وافعالها المجيدة بكلمة واحدة وفعل واحد، هو الشهادة ومن أشجع من الشهيد، وقد اندفع في مجابهة العدو حتى استشهد غير آبه ولا حافل الا بالنصر، ومن اكثر امانة من الشهيد وقد ادى الواجب بكل امانة عندما افتدى وطنه.فمن يضارع الشهيد في عظمته ومن يضارع الشهيد في خلوده ؟ وأضاف القائد المؤسس قائلاً أيضاً: (آمل ان لاتنتهي حياتي الا بالشهادة، الشهداء اكرم من في الدنيا وانبل بني البشر)
أساس النصر والصمود
أما السيد الرئيس بشار الاسد القائد الذي استطاع بحكمة واقتدار ان يقود الوطن في احلك الظروف واستطاع ان يكسر شوكة المستعمر ويحطم بقوة الشعب وارادته ما يخطط لامتنا من تمزيق وفتنة فهو القائل في الشهادة والشهيد:اما دماء شهدائنا وهي اساس صمود الوطن فستكون المنارة التي تضيء طريق الاجيال المقبلة لبناء سوريي المستقبل، فعندما تروي دماؤهم الارض فانها تثمر غدا اكثر امنا ووحدة وحرية لنا جميعا.
والسيد الرئيس يزجي التحية والحب والاكبار لكل ابناء الوطن، مدنيين وعسكريين، لكل من حمل السلاح من اجل كرامة سورية، وكل من قاوم بأي نوع من انواع المقاومة ليكون بوجه هؤلاء الخونة الطغاة الذين ارادوا الذل والهوان، لنا ولامتنا، لكنهم اخفقوا واندحروا بفعل التضحيات والمقاومة النبيلة والشريفة، بفعل دماء الشهداء والجرحى من مدنيين وعسكريين، والتحية كل التحية والاكبر لهذا الشعب الذي كان احتضانه لابنائه العسكريين حاضنة لانجازاتهم وأساسا لانتصاراتهم,
وفي المقدمة الهامة والثرية بالدلالات والمعاني يقف الاستاذ الدكتور وزير الاوقاف محمد عبد الستار السيد عند دلالات معنى الشهادة ببحث ليس مقدمة ابداً انما هو أبعد بالغنى والاشارات والاستشهادات التي تقدم رحلة ومحطة أساسية تضيء على عوالم الشهادة والشهيد والمعنى والمصطلح والجذر اللغوي، ومكان الشهادة والشهيد في الاسلام وفي المجتمع العربي، بعد ذلك تتالى الفصول الهامة ايضا في الكتاب: الشهيد في القرآن، معنى الشهيد في اللغة، معنى الشهيد في الاصطلاح الديني، الشهيد في التشريع الاسلامي، وغير ذلك من الفصول الهامة التي تقدم رحلة رائعة في الاضاءة على قيم الشهادة والشهيد, تبحث في تفاصيل جد هامة لم نكن لنشير اليها سابقا او نقف عندها بالتفصيل والاضاءات البحثية والمرجعية كما في كتاب الشهيد، الذي هو بالحقيقة بحث متميز يجب ان يصل الى كل أسرة وكل مكتبة عامة وخاصة مدرسية وجامعية وان يكون دائم الحضور لانه عمل بحثي يحمل عبق الشهادة وطهرها.
- المشاهدات: 6