الجمهورية العربية السورية
وزارة الأوقاف
تعميم/ 146/ تاريخ 16 /12 /2014
قال الله تعالى : ( وكذلك أنزلناه قرأناً عربياً ) (طه/113)
لا يخفى على كل ذي لب ما للغة العربية من أهمية عظمى ، في كونها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وكونها جزءاً من ديننا ، بل لا يمكن أن يقوم الإسلام إلا بها ، يقول الامام الرازي :" لما كان المرجع في معرفة شرعنا إلى القرآن والأخبار وهما واردان بلغة العرب ونحوهم وتصريفهم ، كان العلم بشرعنا موقوفاً على العلم بهذه الأمور ، وما لا يتم الواجب المطلق إلا به فهو واجب ، يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " تعلموا العربية ، فإنها من دينكم ، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم ".
وقال ابن جني :" إن أكثر من ضلّ من اهل الشريعة عن القصد فيها ، وحاد عن الطريقة المثلى إليها ، فإنمااستهواه واستخف حلمه ضعفه في هذه اللغة الكريمة الشريفة التي خوطب الكافة بها ، لذا كان الامام الشافعي يقول : " لا أسأل عن مسألةٍ من مسائل الفقه ، إلا أجبت عنها من قواعد النحو " ، وهذا يدل على تمكنه – رحمه الله – في العربية ، وقال أيضاً :" ما أردت بها – يعني العربية – إلا الاستعانة على الفقه "، وكانت معرفة العربية شرطاً في المحدث ، قال ابن الصلاح :" وحقٌ على طالب الحديث ان يتعلم من النحو واللغة ما يتخلص به من شين اللحن والتحريف ومعرتهما ".
ومما يدل على اهتمام السلف بالعربية أن الكسائي – رحمه الله تعلم النحو وقد كبر سنه ، وسببه أنه مشى يوماً حتى أعيا ، فجلس وقال : عييت ، فقيل له : لحنت ، قال : كيف ؟ قيل : إن كنت أردت التعب ، فقل : أعييت ، وإن كنت أردت انقطاع الحيلة ، فقل : عييت بغر همز ، فأنف من قولهم : لحنت ، واشتغل بالنحو حتى مهر وصار إمام وقته ".
ولما كانت لغتنا العربية عنصراً أساسياً من مقومات الأمة الإسلامية والشخصية الإسلامية والحصن الذي يحمي الامة ويحفظ هويتها وكيانها ووجودها ، ويحميها من الضياع والذوبان في الحضارات والأمم الأخرى ، وكانت لغة الحياة بكل معانيها ، وتزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 كانون الأول من كل عام ، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة ،
فإننا نهيب بالسادة المفتين وخطباء وأئمة المساجد والمدرسين الدينين الحديث عن أهمية اللغة ودورها الحضاري والديني والقومي ، والنظر إليها على أنها وعاء للمعرفة والثقافة بكل جوانبها ، وليست مادة مستقلة للدراسة ، والتأكيد على أن دراستها وممارستها إحياءً لأصولها وحرصاً على سلامتها مع استشعار هذه النية نوع من اعظم العبادات ، وأن الدفاع عنها هو دفاع عن الإسلام والوطن والهوية .
للاطلاع وتخصيص خطبة الجمعة بتاريخ 19 /12 / 2014 أو التي تليها للحديث عن هذا الموضوع .
وزير الأوقاف
الدكتور محمد عبد الستار السيد
- المشاهدات: 11