تعميم هام

2014-09-25 10:34:53

الجمهورية العربية السورية
       وزارة الأوقاف
تعميم رقم /   109    /
قال تعالى { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } (الحج/32).

وقال أيضاً { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ . فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ... } (آل عمران 96 97).

وقال أيضاً{..فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ}(البقرة/198).

وقد وردت أحاديث نبوية شريفة في فضل الأيام العشر من ذي الحجة؛ منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( مَا مِنْ أَيَّام أَعْظَم عِنْد اللَّه, وَلَا أَحَبّ إِلَيْهِ الْعَمَل فِيهِنَّ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّام الْعَشْر, فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيل وَالتَّكْبِير وَالتَّحْمِيد)). وفي فضل يوم عرفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( خير الدعاء دعاء يوم عرفة )).

فالحج رحلة عظيمة إلى الله تعالى يلبي فيها المسلم دعوة ربه عز وجل، ويؤكد من خلالها أن الله تعالى أحب إليه من أهله وولده وماله، حيث فيها تقوية لإيمانه وصفاء لروحه وتجديد لصلته بربه سبحانه.

ولا يخفى أن ما انتهجته حكومة المملكة العربية السعودية من حرمان ظالم للسوريين من أداء مناسك الحج لم تعهده الأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة في تاريخها، ولا ننسى أن مشركي مكة المكرمة وبصلح الحديبية رضوا بإخلاء مكَّة ثلاثة أيام لأجل طواف المسلمين بالبيت العتيق – الكعبة المشرفة، كعبة المسلمين وقبلتهم !

فها هي حكومة المملكة التي تدَّعي خدمة الحرمين الشريفين تبيح لنفسها منع حجاج البيت من شعب سورية المسلم، وتحرمه أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، ولا مبرِّر لذلك إلا الرغبة في المزيد من العدوانيَّة والتَّآمر الفاضح والعمالة للغرب، والتي أضحت لا لبس فيها للقاصي والدَّاني.

لذا فإنَّنا نُهيب بالسَّادة الخطباء والمدرسين الدينيين والمفتين أن يعلنوا هذه الأيام المباركة (أيام العشر من ذي الحجة ويوم عرفة وأيام عيد الأضحى المبارك) أيام دعاء وصلاة وصيام وابتهال إلى الله تعالى أن يحفظ سورية، ويعيد إليها نعمة الأمن والأمان، ويردَّ عنها كيد الكائدين وشر الأعداء الحاقدين، وأن ينصر جيشها الباسل, ويرحم شهداء الوطن الأبرار الكرام الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الوطن وعزَّته وكرامته، وفي سبيل أن تبقى راية الوطن عزيزة خفَّاقة فوق ربوعه الطاهر.
   دمشق في 30 ذو القعدة 1435هـ الموافق 24/9/2014م.
                                                                                                                                              وزير الأوقاف
د. محمد عبد الستار السيد