أكد المشاركون في ملتقى القدس التضامني الذي أقيم تحت عنوان “القدس عاصمة فلسطين الأبدية” على حق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين وعاصمته القدس الشريفة ورفضهم أي محاولات تمس المدينة المباركة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية واعتبار قرار الرئيس الأمريكي تجاه المدينة باطلا ولاغيا ويمثل عدوانا على المدينة وعلى شعبنا وقضيتنا. وأعلن المشاركون في الملتقى الذي أقامته المؤسسات والجمعيات في أحياء الأمين والإمام الصادق والإمام زين العابدين بالتعاون مع وزارة الأوقاف في مقر الجمعية المحسنية في مدحت باشا بدمشق رفضهم لكل الإجراءات والقرارات التي اتخذها الاحتلال الصهيوني واعتبارها غير قانونية وتمثل جريمة كبرى بحق فلسطين والأمة العربية والإسلامية. واعتبر المشاركون في بيانهم الختامي أن مدينة القدس التي هي قبلة العرب والمسلمين والمسيحيين عاصمة أبدية لفلسطين منوهين بصمود أهلنا في القدس وعلى امتداد فلسطين ومواجهتهم ومقاومتهم لسلطات الاحتلال الصهيوني داعين لتوفير كل وسائل الدعم والمساندة لهذه الانتفاضة المباركة. وأشار البيان إلى أنه لا يحق لأحد التخلي عن شبر واحد من أرض فلسطين قبل 1948 مشددين على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة فصائله المقاومة ودعم حقه في مقاومة الاحتلال من أجل استعادة حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف ودعم استمرار الانتفاضة الشعبية من أجل التحرير والعودة. ودعا المشاركون الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وانتفاضته ضد إجراءات الاحتلال الصهيوني في القدس وكل الأرض الفلسطينية والوقوف إلى جانبه واستمرار الحراك والفعاليات الداعمة في البلدان العربية والإسلامية وبلدان العالم من أجل إلغاء قرار ترامب بشأن القدس. ودعا المشاركون في بيانهم إلى قطع العلاقات بكافة اشكالها مع الكيان الصهيوني وسحب سفراء الدول التي تقيم علاقات معه وفضح وتعرية الاتصالات السرية والعلنية مع الكيان الصهيوني ومحاولات التطبيع التي تقوم بها بعض الدول العربية والإسلامية. وأكدوا أن نهج المقاومة والانتفاضة الشعبية هو السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق وهو الأساس لأشكال النضال الأخرى داعين السلطة الفلسطينية إلى الإقلاع عن نهج المفاوضات مع العدو وإلغاء اتفاقات أوسلو وسحب وثيقة الاعتراف بالعدو الصهيوني ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ورفض الدعوات الأمريكية والعربية المشبوهة حول إعادة مسار المفاوضات العبثية مع العدو. ودعا المشاركون إلى رفض التوطين والوطن البديل وتأكيد حق العودة مؤكدين ضرورة تحمل الدول العربية والإسلامية ودول العالم لمسؤولياتهم التاريخية إزاء ذلك ورفض سياسة الابتزاز والضغط الأمريكية-الصهيونية وتواطؤ بعض الأنظمة العربية. وطالبوا الدول والهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية والدولية التي رفضت وعارضت قرار ترامب حول القدس بتحمل مسؤولياتها لوقف إجراءات الاحتلال الصهيوني المستندة إلى هذا القرار العدواني. وأكدوا ضرورة رفض ومواجهة ما سمى بـ “صفقة القرن” وأي خطوات أو مسارات تستند لذلك وخاصة ما يتعلق بقضية فلسطين واعتبار ذلك عدوانا على قوق الأمة وشكلا جديدا من أشكال حروب جديدة في المنطقة. وحذر المشاركون في بيانهم من تداعيات السياسة الأمريكية-الصهيونية وتجاوب بعض الدول العربية والإسلامية معها الأمر الذي ينذر بمخاطر حقيقية في تأجيج الصراعات الإقليمية والدولية ويؤدي إلى مزيد من التوتير وعدم الاستقرار وإشعال حروب كارثية على جميع شعوب المنطقة. وأدان الملتقى المؤامرة العالمية على سورية “قلب العروبة النابض” وشعوب المنطقة في العراق واليمن وليبيا والبحرين. وطالبوا الأمتين العربية والإسلامية بدعم محور المقاومة والإشادة بانتصاراته على المحور الاستعماري الرجعي وبصمود القيادة والجيش العربي السوري. ودعا المشاركون إلى وضع استراتيجية شاملة من قبل محور المقاومة لمواجهة هذه المؤامرة الخبيثة. ووجهوا تحية الإكبار والتقدير إلى شعبنا العربي السوري وجيشنا الباسل بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد لموقفه الثابت من القضية الفلسطينية وإلى جميع القوى الرديفة والحليفة ولا سيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية روسيا الاتحادية الصديقة وكل من وقف إلى جانب سورية قيادة وجيشا وشعبا. وكان وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أكد في كلمته في الملتقى على عروبة القدس وأنه لا يمكن لأي قرار أن ينفي أن القدس هي عاصمة لفلسطين وهذا يذكره التاريخ وتؤكده الوقائع والحقائق وكل الشرائع السماوية. ولفت الوزير السيد إلى أن الشعب العربي في سورية وهو صوت ضمير الأمة العربية يقف اليوم ليصرخ بالصوت العالي بأن القدس ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين وأن قرار أمريكا والصهاينة لن يمر مهما تآمر المتآمرون من العرب الذي سفكوا دماء الشعب السوري وهم يتواطؤون اليوم على القدس الشريف. من جانبه أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي حسام السمان أكد أن القضية الفلسطينية احتلت موقعا مهما في فكر الحزب من الزاوية القومية داعيا الأمة إلى مواجهة الخطر الصهيوني والتواطؤ الإمبريالي والرجعي. وأشار السمان إلى أن سورية ورغم الحرب الهمجية الإرهابية التي شنت عليها كانت وما زالت تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية. وأكد الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الدكتور طلال ناجي أن القدس هي اقدس مدينة للمسلمين والمسيحيين وأن قرار ترامب هو وعد بلفور جديد داعيا الفلسطينيين للوحدة في مواجهة العدو الصهيوني. وأشار ناجي إلى أن أبناء فلسطين من أمثال عهد التميمي والمقعد ابراهيم أبو ثريا ضربوا المثل الأروع في الدفاع عنها منوها بما فعله أبناء سورية لنصرة القدس وفلسطين عبر التاريخ من أمثال الشيخ عز الدين القسام. ورأى رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي أن تحرير القدس يمر عبر تعزيز الوحدة ونبذ الفرقة وتوحيد جهود الأمة ووحدة كلمتها وتضامنها. واعتبر الشيخ كميل نصر أن قضية القدس قضية وطنية قومية إسلامية ولا عزة لمن يتواطأ مع أعداء الأمة وأن القدس تنادي العرب أن يقفوا إلى جانب فلسطين كما وقفت سورية رغم ما تعرضت له بسبب موقفها المبدئي والثابت من القضية الفلسطينية. وأشار النائب البطريركي لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المطران أفرام معلولي إلى أن القدس مدينة المدائن والسلام وهي تسكن قلوب جميع الشرفاء في العالم مؤكدا أن أبناء فلسطين سيحررونها بانتفاضتهم الباسلة. وأكد المشرف العام على مجمع السيدة رقية في جامعة بلاد الشام السيد عبد الله نظام ان فلسطين لا يمكن أن تختصر في القدس وعلينا أن نعي مؤامرات العدو الصهيوني وأن نصحو للمتواطئين معه من بعض من يدعون العروبة من أمثال بني سعود وأن نقطع كل أسباب الفرقة بين أبناء الأمة لنستطيع تحرير القدس كما حررها صلاح الدين. حضر الملتقى السفير الإيراني بدمشق وفعاليات شعبية واقتصادية وثقافية ودينية.
- المشاهدات: 6