انطلاق مهرجان “عين على مساجد الشام"
بدأت اليوم فعاليات المهرجان الثقافي عين على مساجد الشام عواصم الحضارة دمشق والقدس وحلب” وذلك بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لحريق المسجد الاقصى عام 1969 والاسبوع العالمي للمساجد الذي يصادف في 21 / 8 من كل عام. وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في حفل افتتاح المهرجان الذي تقيمه وزارة الاوقاف/مجمع الفتح الاسلامي بالتعاون مع مديريتي أوقاف دمشق وحلب وقناة نور الشام الفضائية في التكية السليمانية بدمشق أن الشعب السوري الملتف حول جيشه الباسل وقيادته الحكيمة يصنع الانتصارات في مواجهة الارهابيين التكفيريين أصحاب الفكر المتطرف الذي حملته الوهابية ارثا عن اليهود منذ عهد الخوارج. وأضاف الوزير السيد: إن التكفيريين لن يستطيعوا حرف رسالة مساجد بلاد الشام في نشر الاسلام الصحيح كما أنزله الله تعالى مؤكدا أن سورية سترمم بعد النصر كل المساجد والكنائس ودور العبادة التي هدمها الإرهاب بهمة ابنائها وتكاتفهم اسرة سورية واحدة. بدوره أكد مفتي دمشق الشيخ عبد الفتاح البزم مدير مجمع الفتح الاسلامي التابع لمعهد الشام العالي ان جميع الانبياء والمرسلين كانت رسالتهم تقوم على بناء الانسان والحوار والسلام.. وان جميع من يقوم بالارهاب في الأرض وخاصة الصهاينة لم يكونوا ليصبحوا رسل الشر والتدمير والعنصرية لو أنصتوا واتبعوا تعاليم سيدنا موسى عليه السلام وكذلك من اتبعهم ممن يرتكبون المحرمات والارهاب والقتل والتدمير باسم الاسلام والاسلام منهم براء. وأشار النائب البطريركي لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس المطران متى الخوري الى أن السريان عاشوا السراء والضراء مع اخوتهم المسلمين منذ بداية الاسلام وانتشاره في ارض سورية وحتى اليوم اذ تعانقت اصوات المآذن مع اجراس الكنائس التي تدعو إلى مناجاة الله فالوحدة الوطنية المبنية على أسس راسخة قوامها وحدة الفكر والروح والرؤية والعطاء لا تتأثر أبدا بضغوطات آتية من هنا او هناك.وأكد الخوري أنه في الذكرى ال 47 لحريق المسجد الاقصى لابد من التأكيد على أن مدينة القدس هي أقدس مكان للمسيحيين والتاريخ من دونها ناقص وهذا يعني طعنة في الايمان المسيحي وكذلك في الاسلام أيضا لأنها حقيقة الايمان بالله تعالى ورسالاته.وأشار الخوري الى ان الحرب الضروس التي تتعرض لها سورية منذ 5 سنوات ولا تزال لن تنسينا قضية القدس العاصمة العربية الابدية لفلسطين ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية مؤكدا أن سورية بقيادتها وجيشها وشعبها لن تقبل الا بفلسطين حرة وبتحرير الجولان السوري المحتل مهما تعرضت لضغوطات. وأشار سماحة السید عبد الله نظام المشرف العام على مجمع السيدة رقية عليها السلام التابع لمعهد الشام العالي الى ان الرسالتين السماويتين الاسلام والمسيحية جاءتا بالدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن الديانة العنصرية وحدها من تدعو الى القتل والتدمير واغتصاب الحقوق مؤكدا أن الله تعالى بارك الارض حول الاقصى وهي بلاد الشام المباركة.. وفلسطين المغتصبة لابد أن تعود الى اهلها رغم الاعداء ومن يتعاون معهم من بعض العرب. ولفت الدكتور محمد شريف الصواف المشرف العام على مجمع الشيخ أحمد كفتارو التابع لمعهد الشام العالي الى اهمية رسالة المسجد في الاسلام منذ بناء المسجد النبوي اول مسجد في الاسلام. وأوضح الصواف ان اسم هذا المهرجان يحمل رسالة مهمة تجمع بين مدن هذه المساجد دمشق وحلب والقدس وتعيد ذكرى المؤءتمر الاول لحوار الاديان الذي اقامه الرسول الكريم محمد عليه السلام في مسجده عندما استقبل وفد نصارى نجران فيه وسمح لهم بالصلاة فيه وهي رسالة عنوانها لا اكراه في الدين وتعزيز بناء الحضارة على اسس الحوار والتعاون وهو ما قولبته دمشق في قالب حضاري عمراني ميز مسجدها الاموي الذي ظل المسلمون والمسيحيون ولمدة ثمانين عاما بعد دخول الاسلام اليها يصلون فيه الى جانب بعضهم. ولفت الدكتور حسام الدين فرفور المشرف العام على مجمع الفتح الاسلامي التابع لمعهد الشام العالي الى ان جريمة احراق الاقصى اعتداء على الانسان وعلى الرسالات السماوية والانبياء مؤكدا أن صناعة الإرهاب يهودية صهيونية بامتياز والدليل هو التاريخ وقيام “إسرائيل” على “وعد بلفور” وليس كما يدعون وعد الله. وأشار إلى أن الإرهابيين التكفيريين في سورية هم اذناب الصهاينة ولابد مندحرون على يد ابناء الاسرة السورية الواحدة. ولفت الباحث أحمد المفتي إلى أن الإرهاب الذي أحرق المسجد الاقصى هو نفسه الذي أحرق مساجد سورية ودور العبادة فيها. وفي ختام حفل افتتاح المهرجان تم تكريم الباحث المؤءرخ المفتي لجهوده في التوثيق والتأريخ لمساجد بلاد الشام حيث قدمت له نسخة من ضمن 400 نسخة موجودة في العالم فقط لمصحف عثمان الموجود في متحف توب كابي في تركيا. وافتتح وزير الأوقاف بعد ذلك معرض صور ضوئية بالاسود والابيض لمساجد حلب الاثرية والمسجد الاقصى وترميم الجامع الاموي بدمشق عام 1991. وتخلل حفل افتتاح المهرجان تواشيح وابتهالات دينية للوشاح عدنان الحلاق وقصيدة شعرية للاعلامي مصطفى الشحيبر في تكريم المفتي. وتستمر فعاليات المهرجان حتى الثلاثاء بعد القادم وتتضمن عددا من المحاضرات والندوات في مدن دمشق وطرطوس وحلب منها دور الزخارف الكتابية والرنوك في توثيق الابنية التاريخية وتشييد وترميم المساجد وتوثيق المساجد في المكتبات والاعلام والمساجد في الصين ومشاركة المرأة في بناء المساجد والمدارس في دمشق والمسجد الاقصى والجامع الأموي والعناصر المعمارية الاسلامية في المساجد والعناصر التزيينية في واجهاتها ورسالة المسجد وجولة في الجامع الاموي بدمشق.
- المشاهدات: 10