انعقد يوم الاثنين الموافق لـ28 /3 /2016 م المهرجان الخطابي لذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد العلامة الإمام الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي. برعاية السيد وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور محمد عامر المارديني وبالتعاون مع المكتب الفرعي لنقابة المعلمين إحياء الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد العلامة الإمام الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي ـ رحمه الله ـ على مدرج جامعة دمشق. ابتدأت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهدائنا الأبرار، ومن ثم الاستماع إلى النشيد العربي السوري. افتتحت الفعالية بتلاوة عطرة للقرآن الكريم بصوت الشيخ سليم عبده العقاد. ومن ثم أخذ المشاركون في هذا المهرجان الخطابي بإلقاء كلماتهم فيما يخص هذه المناسبة حيث كان البدء مع كلمة طلاب الشهيد ألقاها الدكتور محمد بديع اللحام الذي استهلَّ كلامه بالاقتباس من القرآن الكريم بقول الله تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ذاكراً عدة محطات تكون نبراساً لطلاب العلم ومنارةً للعلماء من أهمها الحديث عن حرص العلامة الإمام الشهيد على متابعة أحوال الأمة وسؤال عن آمالها وآلامها منطلقاً من مرجعية علمية دون الانجرار وراء العواطف متمثلاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما الدين النصيحة). ومن ثم كلمة أسرة الشهيد ألقاها الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وأبرز ما جاء فيها حديثه عن التآمر الذي استهدف سورية والإسلام في آن واحد بتواطؤ عدد من البلدان ولا سيما بإصدارهم الفتاوى القذرة (الموضحة التآمر على الإسلام وكبير دجلهم)ألا وهي بقتل العلامة الإمام محمد سعيد رمضان البوطي تلبية لرغبة الدوائر الخارجية لأنه الرجل المعرقل في تنفيذ مؤامراتهم دون إدراكهم أن الشهادة إحياءٌ وليس انتهاءٌ، وأن التآمر على سورية انتحار المتآمرين عليها لأنها باقية وهم الزائلون. ومن ثم كلمة نقيب المعلمين الأستاذ الدكتور أحمد المناديلي الذي بدأ كلامه بالقول (فردٌ ذو همةٍ يحي أمةٍ) وتعريفه للشهادة التي تعني نهاية الحياة الفانية وتحرر المرء من قيودها ، فالشهيد عند ربه فرحٌ جزلٌ حيٌ باقٍ ، وأن قتل نفس كبيرة من الكبائر فكيف تكون بقتل علامة من العلماء إلا وأنها مصيبة جليلة ، فاستهداف العلامة استهداف للعلم وسورية ولكنهم لا يدرون أن دم العلامة الطاهر قد آلف بين قلوب السوريين جمعياً. ومن ثم كلمة جامعة دمشق ألقاها الأستاذ محمد حسان الكردي رئيس الجامعة متحدثاً بأن الراحل زرع في ملايين الناس العلم الثقافة الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، ثم أكدَّ على أن ذكر مناقب العلامة تطول بطول سيرته دون أن تحتويها كلمات أو سطور فهو منهج الوسطية والاعتدال والموعظة الحسنة. ومن ثم كلمة وزارة الأوقاف ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الستار السيد الذي ابتدأ كلامه بأن مهما كانت الكلمات عندما تتسع المشاعر تضيق ، ذاكراً قول الشاعر كرر على حديثهم يا حادي فحديثهم يطفي لهيب فؤادي كرر على حديثهم فلـربمـا لأن الحديـــد لضربــــة الحــداد ناقلاً لنا بكل صدق عندما شاهد حدث استشهاده على التلفاز كأنه يسمع صدى صوت سيدنا علي كرم الله وجهه عندما قتل على يد الخوارج (فزتُ ورب الكعبة) ، وصدى صوت السيدة زينب رضي الله عنها (فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا).وصدى صوت أمير المؤمنين (وما هبّت رياح النصر على الإسلام منذ يوم اليمامة إلا وجد الإسلام فيها ريح زيد.. وبلاء زيد.. وبطولة زيد.. وعظمة زيد..!!")وكذلك أيها الشهيد ما من انتصار لنا في سورية إلا وأشمُّ فيه رائحتك. مؤكداً على أن حقيقة البقاء تمكن في استشهاد العلامة ، وأن الجيش العربي السوري بانتصاراته يقدم أكبر هدية للشيخ العلامة. ومن ثم كلمة وزارة التعليم العالي ألقاها الأستاذ الدكتور محمد عامر المارديني الذي استهل حديثه بأن غياب البوطي العالم العلامة وقت دائم للرثاء واحتفال بسيرته الكريمة المنتهية على محراب العلم والدين أم مهما كثرت بيوت الشعر تنهدم جميعها أمام عظمته فبمشوار حياته وانجازاته يجب علينا ذكر العلامة كرمز وليس كشخص فهم علما من العلماء المحدثين اتصفَ بالانضباط الرائع للقول في ظل الفنية الأخيرة التي مرَّ بها بلدنا, خاتماً كلامه بآيات من القرآن الكريم (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) وانتهت كلمة مسك الختام مع تلاوة إجازة الشهيد على لسان ابنه الدكتور محمد توفيق البوطي.
- المشاهدات: 7