بنور ربيع الأول نضيء الظلماتبحضور السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية كلمة الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف الذي اقامته وزارة الأوقاف في جامع الأكرم بدمشق يوم الثلاثاء 11 ربيع الأول 1437هـ الموافق لـ 22 كانون الأول 2015مبسم الله الرحمن الرحيميقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) صدق الله العظيم ونبينا الأعظم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول: «أنا أولى الناس بالمسيح عيسى ابن مريم ليس بيني وبينه نبي» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحمد لله حمدا طيباً كثيراً يجاوره تهليل وتكبير وتسبيح وألف صلاة زكية يمازجها سلام عاطر على المحتفى بمولده اليوم سيدنا محمد وكذا على صاحب الميلادي أخيه المسيح حملا معاً رسالتين من إله واحد فأولهما حمل سلام ومحبة، والخاتم كان رحمة في الكون الفسيح ففي قرآننا وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وفي قرآننا نذكر العذراء مريم وال عمران وكذا المسيح والإنجيل. وفي مولد النور وذكر الحبور قمرٌ وهدي أشرق وتعاليم خير للناس علمها، وللدنيا لقنها، سيدي رسول الله محمد، ومن لم يأخذ بها فلن يطمئن أو يستريح. على محجة بيضاء تركنا ومن منهل وحي صادق سقانا، فطوبى لمن نهل من كفه واستقى رشده من هديه من قرآن عظيم وحديث صحيح. فيهما الهدى مع النور يلتقي، والجمال مع الحب يرتقي، وصفحة ناصعة البياض تتلألأ مهما حاولوا أن يلطخوها بدماء إجرامهم وان يلاصقوا بها كل فعل قبيح. بالعدل والإحسان أمر، بالبر والعفو اخذ بالطهر والنقاء سما، بالمحبة والإخاء بنى، بنى أوطاناً وصنع حضارات من العلم والتفكير.. سلوا إن شئتم دستور المدنية، وانظروا إن شئتم في العهدة العمرية، هذا دينه وهذه مدرسته وهذا هو الطريق الصحيح. أعرابٌ في زمن الرسالة كانوا خوارج أيام الراشدين ووهابية في هذا الزمان، من أرض قرن الشيطان نجدٍ يصدرون، وعلى دينك يا سيدي يا رسول الله يتآمرون ولبلادنا يدمرون وأدواتهم القذرة لدمائنا وأعراضنا وأرواحنا تقتل وتستبيح، وأزلام لهم من بني جلدنا يتكلمون باسم سوريتنا وقد سلخوا عن وجوههم جلوداً من الحياء وغرسوا في قلوبهم بذوراً من الحقد والنفاق ففاضت ألسنة حقدهم وكلمات تآمرهم فوقفوا كالأقزام أمام العروش الوهابية الخاوية يستجدون كديكٍ على مزبلة التاريخ يصيح. في فلسطين غرسوا خنجراً وفي الجزيرة العربية بنوا عروشاً وفي الآستانة بعثوا سلطنة هالكة، أمُهم أمريكا وذريتهم الإرهاب على أعينهم قد صنع، وبين يديهم ينيخ ويستريح. وقد شاؤوا يوماً أن يخيطوا لإرهابهم ثوباً يُلبسونه للإسلام ويطرزونه بالإجرام يطلقونه على ارض الشام ولسان حالهم يقول ندمر سورية قلب العروبة والمقاومة، ومن الإسلام نستريح. إعدل يا محمد هكذا خاطبك ذو الخويصرة النجدي جد الخوارج البائد اساؤوا الأدب معك ومن بعدك قتلوا صهرك عثمان بيديه القرآن وطعنوا حيدرة حامل ذي الفقار من نطقت الحكمة على فمه وتفجر العلم على لسانه في نهج البلاغة الفصيح. سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان يمرقون من الإسلام لم تزل هذه أوصافهم عادوا إلينا اليوم مجدداً، وقد أضافوا إلى شرورهم أن مدوا يداً إلى الصهيونية وأخرى إلى أمريكا وأذنابها ترعاهم بتدريب وتمويل وتسليح. ولكنهم نسوا أن النور الذي ولد في مكة والكتاب الذي أنزل في المدينة عموده قد أخذ من تحت الوسادة، وسادة الرسول الكريم ليحط رحله في أرض الشام حيث سترتفع في آخر الزمان راية الإسلام الصحيح. وإن نظروا في سورية وتأملوا، فتحت التراب جسد يحيى النبي، وزينب حفيدة النبي، وبلال مؤذن النبي، وخالد بطل وسيف النبي، وبعدهم بأجيال جاء العظمة والأطرش وهنانو وصالح العلي. ومن أرسى بعدهم دعائم العز وبني لسورية مجداً هو حافظ الأسد قائد مسيرة التصحيح. أما فوق التراب فليوث عز و أتباع صدق جنود جيش عربي سوري حيث تطأ أقدامهم فلا كلاب التكفير تعوي ولا أفاعي الأعراب والمتأسلمين لها فحيح. وقد أسلفوا إلى ربهم بشهداء حق جثامينهم تقدس الأرض وأرواحهم في رياض الجنات تتنعم وتسيح. وريح مسك من جنات خلد،أطلقوا نسائمها علينا لن تزكم عنها انوف أكبت تبحث بين مقاتل بطل وآخر جريح. ويحمل لواء السالفين ويقود جحافل المرابطين قائد بشار يحمل العزم في قلبه والمضاء في يده والبِشر في وجهه يقهر العادي ويكسر الباغي ويسمع القاصي والداني بلسان فصيح. علموا الناس الإسلام كما أنزله الله أما القرآن فخذوه بعلم وفهم وتدبروه بعقولكم من غير تسطيح. إرهابكم سنهزمه بسلاحنا؛ القرآن ترسنا، المسيحية فخرنا، الأخلاق منهجنا، ونحن من يحمل إرث أحمد والمسيح. وكما إن للباطل أعواناً وللبغي سلاحاً فلسورية وشعبها أصدقاء كروسيا وإيران وغيرهما ممن يقفون مع الحق على الجانب الصحيح. فالله هو الحق والله مع الحق يقذف به على الباطل فيدمغه فإذن هو طريح. يا سيدي يا رسول الله للأعوام ربيع تنبت فيه الأزهار، وللقلوب ربيع فيه أشرق وجهك على الدنيا بالأنوار بعد إن تنقل بين عبودية عبد الله وأمان آمنة وحضن أبي طالب، وها هو عبد المطلب طائفاً حول البيت يصيح. دعاء من قبل وتضرع به إبراهيم أخبر عنه موسى ترنم به داوود دعوات أجابها الله، وقبل ختم النبوة (ومبشراً برسول يأتي من بعد اسمه أحمد) بشارة حملها إلينا السيد المسيح. وهذه قلوبنا يا سيدي يا رسول الله إلى رؤياك تهفو وفي مولدك تصفو وأرواحنا تردد مع أنصارك ذاك النشيد الملائكي الخالد: ( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ووجب الشكر علينا ما دعا لله داع). نعم جاء نورك ليمحو من دنيا الناس كل شر وقبيح. ليفتح آفاقاً للعقل يبدد بها الجهالات ويميت بها العصبيات ويعطي كل ذي حق حقه، فالمرأة مصونة، والدماء محفوظة، والأمانة مرفوعة، وأحقاد الجاهلية موضوعة، هكذا جاءتنا وصاياك في حجة الوداع واضحة من غير تلميح. واليوم يا سيدي يا رسول الله نودع عاماً خامساً من حرب شنت علينا ومؤامرة حيكت على ديننا وبلدنا فما كان من أحقادهم خافياً ومن غيظهم مكظوماً ظهر اليوم على ألسنتهم وفي مؤتمراتهم فقد بدت البغضاء على أفواههم ومن إجرامهم وعدوانهم الصريح. لكننا نرى النصر بارقاً والأمل مفعماً والحق ظاهراً على أيدي أبطالنا وببركة مجاهد مرابط، وأم شهيد صابرة فوق الجراح عابرة. من قال أن الخنساء ماتت ففينا ألف خنساء زفت إلى الجنة إبنها شاكرة ربها بلسان فصيح وآخر بشارات هذا العام أن ختم بمولد وميلاد، فبنور ربيع الأول نضيء الظلمات، أما جراحاتنا فنمسحها بيد المحبة والطهر بميلاد السيد المسيح .والسلام عليكم يا من رفعتم راية أحمد والمسيح...
- المشاهدات: 15