قام وفد من مجمّع الفتح الإسلامي بزيارة السيد وزير الأوقاف مهنئاً بتجديد الثقة من السيد الرئيس بشار الأسد في استمراره وزيراً للأوقاف في الوزارة الجديدة وذلك يوم الثلاثاء 2/9/2014 الموافق 7/11/1435هـ .
وقد ضم الوفد لفيفا من السادة أصحاب الفضيلة العلماء والأكاديميين أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في المجمّع، وعدداً من خريجي المجمّع من مدرسي الإفتاء والأئمة والخطباء والدعاة والداعيات منهم فضيلة الشيخ مأمون رحمة خطيب الجامع الأموي بدمشق.
ترأس الوفد فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ حسام الدين فرفور (المشرف العام على المجمع – رئيس فرع مجمع الفتح الإسلامي لمعهد الشام العالي) مقدّماً العلامة المحدث الأستاذ الدكتور الشيخ نور الدين العتر (عميد كلية أصول الدين في فرع مجمع الفتح الإسلامي لمعهد الشام العالي) لتمثيل الوفد .
حضر اللقاء الدكتور تيسير أبو خشريف – عميد معهد الشام العالي- معاون وزير الأوقاف.
وابتدأ فضيلة الدكتور الشيخ حسام الدين فرفور الحديث فقدم التهنئة باسم المجمّع وأقسامه الثلاثة : - فرع مجمّع الفتح الإسلامي لمعهد الشام العالي.
- ومعهد الفتح الإسلامي للذكور والإناث.
- ومعهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها .
قائلاً إننا سنجعل من تهنئتنا برنامج عمل ، وإن المجمّع ومراحله التعليمية وأقسامه العلمية المتنوعة، ومن يشمخ بهم من العلماء في التخصصات الشرعية وغيرها من التخصصات العلمية وما تميز به من نشر للدعوة وعناية بالدراسات الإسلامية والدعوة باللغات الأجنبية إضافة إلى اللغة العربية معكم في خندق واحد لنشر الإسلام كما أنزله الله، بعيداً عن غلو المتطرفين وتفريط المارقين .
وأشار إلى أن لِمجمّع الفتح قصبَ السبقِ في اعتماد مقرّرات دراسية تجمع إلى الفقه فكراً (كحوار الحضارات والأديان، والوسطيّة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني..).
شاكراً للسيد الوزير جهوده المبرورة في خدمة الشؤون الدينية الشرعية ومتابعته للمؤسسات التعليمية التابعة للوزارة بمختلف مستوياتها وإشرافه عليها، إضافة لجهوده الحثيثة للتوجه الفكري والعلمي والروحي والإداري السديد لمعهد الشام العالي بفروعه الثلاثة في ظل توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد.
ثم تحدث السيد الوزير فشكر الوفد قائلاً:
أشكر مجيئكم وتضامنكم مع الوزارة وعلمائها الذين تشرف بهم ممن يمثلون الأمن الفكري لأبناء الوطن من أمثال فضيلة الدكتور نور الدين العتر وفضيلة الدكتور حسام الدين فرفور في خدمة الدين الحنيف والوطن المبارك سورية من خلال تعليمكم الناس الإسلام (كما أنزله الله) كما وجه السيد الرئيس بشار الأسد.
مشيراً إلى أن أمريكا والصهيونية العالمية نجحت بتشويه صورة الإسلام في العالم من خلال صنيعتها (داعش) وهي تدعمها خفية وتتخذ من محاربتها حرباً على الإسلام بمذاهبه كلها، وواجبنا توضيح الصورة الحقيقية، وما عداؤها لسورية إلا لأن سوريةَ – عاصمةَ بلاد الشام الشريف، مهدَ الحضارات وملتقى الرسالات- تمثّلُ الإسلام الحقيقي من خلال صفاء المنهجِ الفكري الوسطي المعتدل (المنسجمِ مع صفاء هوائها، وعذوبة مائها، ولطف مناخها الطبيعي المتنوّع، الذي أثمر رِقةً في طباع أبنائها، وأهّلها لاحتضان التعدّديةِ الدينية والمدارسِ الفكرية على أراضيها لتكون رمزاً عالمياً للعيش المشترك بين أتْباع الرسالات وأبناء الطوائف والمذاهب الفقهية، وللتناغم الذي يعيشه أبناءُ وطنها، ويحثّ عليه علماؤها ممن يفخر بهم العالم الإسلامي قاطبةً)، المنتشر في مساجدها التي أُلصق بها الإرهاب زوراً وبهتاناً، ولئن شذّ عشرات من الخطباء والدعاة فإن هناك آلافاً لا يزالون في مواقعهم يكافحون الفكر الوهابي الدخيل ، ولقد قدّمتْ الوزارة من كوادرها مئات من الشهداء المدافعين عن الإسلام الصحيح، ولئن استشهد العلامة الراحل شهيد المحراب الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي – رحمه الله تعالى- إلا أن فكره ومنهجه وكتبه لا زالت بيننا.
منوهاً إلى أن وزارة الأوقاف معنية بالرد على الأباطيل التي تنال السنة النبوية الشريفة ومراجعها كالبخاري ومسلم ، ودحض الأكاذيب التي تشوه صورة الإسلام الصحيح واحترامه للمرأة وعلاقته بأتباع الرسالات السماوية وسائر بني الإنسان بل وسائر المخلوقات من النبات والحيوان والبيئة.
وأن اللجان التي تُعد وتُطور المناهج والمقرّرات للمعاهد والثانويات الشرعية والتي يقوم على العمل فيها أكثر من خمسين من العلماء المتخصصين الذين يحملون درجة الدكتوراه، وأكثر من مئة وخمسين باحثاً متخصصاً تؤكد هذه المعاني في تناول القضايا الفقهية الصحيحة (العقيدة، والأحكام الشرعية، والأخلاق الإسلامية) من خلال السيرة النبوية الشريفة وخصوصاً أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وشمائله وأخلاقه التي تُظهر سماحة الإسلام ورحمته وانفتاحه على الآخر، وأن اختلاف الفقهاء يشكل مذاهب لا طوائف.
وأن معهد الشام العالي بتنوِّعه يعكس الصورة الحقيقية للمجتمع السوري، وأن فرع مجمع الفتح الإسلامي بمقرراته الفكرية والتربوية الروحية المتميزة وبجمعه لمختلف أطياف المجتمع خير شاهد على ذلك .
مؤكداً أن الإنجاز العظيم لوزارة الأوقاف (فقه الأزمة – بأجزائه الأربعة) الذي يمثل الأمن الفكري للوطن ما كان ليتم لولا هذه النخبة من علماء الأمة ومرجعيّاتها العلمية والفكرية الذين تعتز بهم الوزارة، فهي وزارة علم وفكر وروح لا وزارة عقارات.
وختم حديثه بأننا لازلنا نلمس بركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم للشام بلطفه سبحانه بحفظ عقيدة أهل الشام وفكرهم من التلوث والتأثر بهذا الفكر الوهابي التكفيري الدخيل وبنقاء السادة العلماء ومؤسساتهم التعليمية وباستمرار فكرهم ونهجهم في الأجيال.
ثم تحدث فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ ولي الدين فرفور – عميد كلية الشريعة والقانون في المجمّع- عن ضرورة تأكيد مفاهيم ضوابط الفتوى مستشهداً بكلام السيد الرئيس (إن البعد عن الدين هو سبب الأزمة) وأن إشاعة الإعلام المغرض لفتاوى شاذة هو لون من ألوان الحرب على سورية والإسلام فيها.
وعن المدرسات والداعيات والإداريات في المجمع ، تكلمت المربية الأستاذة لطيفة فرفور –معاون مدير معهد الفتح الإسلامي للإناث أستاذة الأخلاق والشمائل النبوية والتصوف- مثنية على اهتمام الوزارة بالداعيات وجهودها بالدفاع عن المرأة ومكانتها في الإسلام ، ثم شكرت السيد الوزير بأبيات من الشعر العربي.
ثم قدم رئيس الوفد درع مجمّع الفتح الإسلامي للسيد الوزير تقديراً لجهوده في خدمة الجيل والأمة والوطن بدفاعه عن الإسلام الصحيح ودحض الافتراءات عليه، ولجهوده المبذولة في التحضير لمرحلة إعادة الإعمار وبناء الإنسان من خلال مساهمة العلماء في ملف المصالحة الوطنية الشاملة ونشر روح التسامح والأخوة والمحبة تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد.
- المشاهدات: 11