استأنفت الندوة الفكرية السياسية حول "الاستحقاق الوطني وسورية المستقبل" التي يقيمها مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في مكتبة الأسد بدمشق يوم 26/5/2014م أعمالها بمناقشة محور الدور الريادي للمؤسسات الوطنية من خلال عناوين الإعلام الوطني.. رسالة وموقف والجيش العربي السوري.. الدور الريادي في حماية الوطن والمؤسسات التربوية والدينية والبناء الوطني.
وأشار وزير الإعلام عمران الزعبي إلى أن الإعلام السوري واجه حملة شرسة منذ بدء الأزمة في سورية وبالرغم من عدم استعداده لهذه الحرب ومحدودية إمكاناته الفنية استطاع مواجهتها وحافظ على الثوابت الوطنية وحقق جملة من الإنجازات بفضل جهود العاملين فيه وتضحياتهم حيث قدم 28 شهيدا.
وأكد الزعبي أن الإعلام السوري سيلاحق تجار الأزمات ويفضح أعمالهم المشينة ويعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والعيش الواحد انطلاقا من كونه إعلام دولة وليس إعلام سلطة معتبرا أن رسالة الإعلام لا تكتمل دون تطور في الخطاب الديني والتربية والتعليم العالي.
وأوضح الوزير الزعبي أن "المعارضة" التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات اليوم كانت هي نفسها قبل ثلاث سنوات تنتقد الدولة والدستور والمادة الثامنة وعدم وجود قانون إعلام وأحزاب واليوم دعوتها للمقاطعة بعد الدستور الجديد دليل على أنها معارضة كاذبة وإذا كان هدفهم تغيير الرئيس فهذه هي صناديق الاقتراع فليصوتوا لرئيس آخر.
من جهته أوضح وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن المتآمرين اختاروا الساحة الدينية للصراع في سورية لأنها رمز القومية العربية وتلازم العروبة مع الإسلام لافتا إلى أن فقه الأزمة وجد مقابل فقه الفتنة والإسلام السياسي الذي أخذ يسقط بعد عودة الإسلام الدعوي للمعافاة معتبرا أن "تعليم الدين الصحيح مسالة وطنية".
وأكد أن مشروع فقه الأزمة مستمر حيث صدر الجزآن الأول والثاني والجزآن الثالث والرابع سيصدران قريبا وهذا الفقه هو المرجع الديني الذي ستعتمد عليه وزارة التربية في التربية الإسلامية وسيكون معتمدا من أجل تقييم أي كتاب أو خطاب إسلامي.
وبين أن المؤسسة الدينية في سورية بقيت متماسكة بدءا من المدارس الشرعية ومعاهد تعليم القران والجامعة وقدمت 63 شهيدا من خطباء المساجد و ثلاثة مديري أوقاف والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي كان يدافع عن سورية وهو يقرأ بالقران الكريم لحظة استشهاده.
ولفت إلى أن الحركات الإخوانية في المنطقة ربطت السيف بالقرآن في شعاراتها ومنها شعار الإخوان المسلمين والسعودية من أجل تخريب البلاد والقتل باسم الدين ولا علاقة لهم بالإسلام لأن القرآن نزل بـ/اقرأ/ ولم ينزل بالقتل والسيف.
من جانبه أوضح المحلل السياسي سليم حربا أن سورية مستهدفة لأنها نقطة الارتكاز في مواجهة أطماع الصهيونية في المنطقة التي سخرت كل إمكانياتها لضرب الجيش العربي السوري لكنها فشلت أمام قوة هذا الجيش وصمود الشعب السوري مبينا أن معركة الاستحقاق الدستوري لا تقل أهمية عن معركة الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب.
من جهته بين الأب إلياس زحلاوي أن سورية مهد الحضارات وستعود تحمل رسالة سلام للعالم داعيا إلى الاهتمام بالتربية البيتية لأنها الأساس في بنية الإنسان وإعطاء المرأة المزيد من الحقوق والكرامة وضرورة الابتعاد عن أسلوب الحفظ في المدارس والتركيز على أعمال الفكر قبل الذاكرة ومنح الإعلام المزيد من الحرية والعناية بالمغتربين للمساهمة في بناء وطنهم سورية.
من جهته أكد إلياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين الذي أدار الندوة أن المؤسسات التربوية والدينية مسؤولة عن تفعيل فقه الأزمة في المرحلة القادمة مشيرا إلى ضرورة الاعتناء بالطلاب وعدم تركهم لتيارات الآراء المختلفة ووضع مستوى من التعليم الأساسي لمفهوم الدين الحقيقي يحميهم من الانجراف إلى التيارات المتطرفة.
وتركزت مداخلات المشاركين على دور الإعلام الذي حقق قفزة نوعية ضمن إمكانات محدودة وضرورة تعزيز إمكاناته في مرحلة البناء وإعادة الإعمار وتعزيز وضع المرأة والاهتمام بالمغتربين السوريين والإعلام وتوزيع كتاب فقه الأزمة على المكتبات والمدارس والمراكز الثقافية وتشجيع المشاركة الواسعة في الاستحقاق الدستوري للخلاص من الأزمة.
حضر الندوة رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري الدكتور خلف المفتاح وعدد من أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية وأمين فرع ريف دمشق لحزب البعث وعدد من أعضاء مجلس الشعب.
- المشاهدات: 5