المؤتمر الخامس عشر للسادة مديري الأوقاف والمفتين ومديري المعاهد والثانويات الشرعية والدعوة النسائية

2014-08-14 16:14:38

تابعت وزارة الأوقاف اليوم مؤتمرها الخامس عشر لمديري الأوقاف والمفتين ومديري المعاهد والثانويات الشرعية والدعوة النسائية برئاسة الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف بحضور سماحة المفتي العام للجمهورية أحمد بدر الدين حسون ورئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي  الذي عقد في جامع العثمان بدمشق بحضور مديري الأوقاف والمفتين وكافة المعنيين لإطلاق البرنامج التنفيذي لفقه الأزمة (الإسلام بين المفاهيم والمصطلحات).
وتم خلال المؤتمر الذي أنعقد على مدى يومين 18-19/2/2014 مناقشة محاوره  لتحقيق البرنامج التنفيذي لفقه الأزمة في كافة المحافظات السورية وفي المعاهد والثانويات وبرامج التوجيه والإرشاد الديني وليكون الأساس لمنهج عمل تنويري في المرحلة القادمة.
وأكد السيد وزير الأوقاف في كلمته أمام المؤتمر على دور سورية المقاوم والممانع في الدفاع عن الأرض والمقدسات مشيرا إلى أن المؤامرة الكونية على سورية قامت على استغلال العامل الديني كغطاء رئيسي لما يجري من أحداث على الأرض السورية وعلى أساسها باتت الفتنة والتفرقة والتحريض على القتل تمر عبر الشعارات الدينية التي عمل عليها أدعياء الدين والمغالين والمتطرفين لاختراق النصوص الإسلامية وتشويه حقيقة الدين الإسلامي المعتدل الذي كان سمة بلاد الشام وكل هذا تم بتحالف واضح وعلني من الوهابية التكفيرية والصهيونية العالمية لتدمير سورية حضارة وشعبا .
وأضاف السيد الوزير أنه في ظل هذا الواقع المرير تحتم على وزارة الأوقاف التحرك باتجاه وضع الأمور في نصابها الحقيقي وأن تفند الادعاءات وتظهر الأصل الشرعي الذي يدحضها المستند إلى كتاب الله والسنة النبوية الشريفة وأن تطلق برنامجها التنفيذي لفقه الأزمة واضعة بين أيدي أبنائها المنهج الصحيح والطريق الواضح لمواجهة الهجمة التكفيرية التي تريد النيل من ديننا الحنيف، مؤكدا أن فقه الأزمة جاء كأولوية شرعية ومسؤولية دينية ووطنية للتصدي للفكر الوهابي المنحرف وتصحيحا للمفاهيم والمصطلحات الفكرية الهدامة، مشيرا أن توضيح الدين الحق واجب على علماء الأمة في هذه الظروف التي تمر بها أمتنا في التصدي للإرهاب والفكر الوهابي المتطرف، مضيفا أن سورية ماضية في سبيل حماية وطنها وأمنها وهي في كل يوم تقترب من النصر المبين على المجموعات التكفيرية المسلحة وفكرهم الوهابي بصمود شعبها وببسالة جيشها العربي السوري رافضة أية وصاية عليها أو مصادرة حق الشعب السوري في تقرير مصيره وقيادته.
وأكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن ما تمر به الأمة حاليا لا يقل خطرا ًعن هجوم الفرنجة والتتار فالهدف الذي وضعه أعدائنا خطير جدا ويعود التخطيط له إلى فترة النهضة الإسلامية بعد الحرب العالمية الثانية حيث بدأ الإسلام بالانتشار في أوربا وهذا ما نبه إليه البرلمان البريطاني الذي أصدر بيانا أشار فيه أن بريطانيا ستكون دولة مسلمة في عام 2050 وقد تنبه عالمنا الشهيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي يوم ألف كتابه السلفية وإسلام بلا مذاهب لما يراد بأمتنا كما أن أحد أئمة الحرم المكي الشريف وهو من أصل جزائري أيام حج 1974م، قال: إن أهل الشام ومصر هم من عباد القبور الكفار .
ولفت المفتي إلى أن الغرب بدأ منذ ذلك الحين استهدافه أمتنا وعلمائنا حيث اغتيل في العام 1980 عدد من علماء دمشق الأبرار ومنهم الشيخ الشهيد محمد الشامي.
وأوضح المفتي أن السر الذي جعل سوريا الهدف رقم واحد للمؤامرة وليس أي دولة عربية أخرى إدراك أعداء الأمة أنه إذا سقطت سوريا ستسقط الراية التي تجمع بين أطياف المسلمين على قدم المساواة ففي سوريا تتجسد الوحدة الإسلامية التي تجمع كلمة الأمة بمختلف مذاهبها ولذلك وبعد فشل مؤامرة الأخوان المسلمين 1980 حاولوا تدمير سوريا من داخلها للقضاء على النموذج الإسلامي الذي يمثل حقيقة وسطية الإسلام الحق ولذلك كان علينا العودة للجذور الحقيقية للإسلام للرد على المؤامرة هذا الرد الذي تجسد في كتاب فقه الأزمة الذي قامت وزارة الأوقاف بإصداره .
بدوره أكد رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق البوطي أن على العلماء والمفكرين الإسلاميين العمل على نشر حقيقة الإسلام لفضح المؤامرة التي تحاول تشويهه حيث حاولت المؤامرة التلبس بعباءة الدين من خلال اتخاذ الشعار الكبير ( الله أكبر ) لتمرير أوسخ جريمة بحق الدين والأمة والوطن من خلال محاولة الأعداء ضرب هدفين معا الأول الإساءة للإسلام والأخر القضاء على سوريا الصامدة في وجه خططهم ودعمها لقضايا العرب العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
وأشار البوطي إلى أننا من خلال كتاب فقه الأزمة نعمل على نزع العباءة عن المؤامرة وتعريتها وفضحها ليدرك الجميع حقيقة ما يجري وأنهم يستهدفون إسلام الأمة وأمان الوطن فتنة تقودها أمريكا وإسرائيل خاضها عملاء لهما .
ولفت البوطي إلى أن كتاب فقه الأزمة هو رؤية شرعية مؤصلة تجسد فكر من كان غيورا على هذه الأمة وحاول لجم تهور شبابها واندفاعهم للوقوع في فخ مؤامرة تستهدفهم  أولا والأمة ثانيا فأتى هذا الكتاب نهجا لحماية ديننا وشبابنا وعالمنا الإسلامي .
وبين الدكتور شريف الصواف المشرف العام على مجمع الشيخ أحمد كفتارو أنه لو لم يصدر كتاب فقه الأزمة لأثم علماء سوريا والأمة جميعا لأنه جاء ردا على الشبهات التي نسجها أعداء الأمة والدين مستهدفين جعل الحق باطلا والباطل حق فالأزمة اليوم والمؤامرة تلبس لبوس فكريا بدأ بفكر استشراف وبث اللبس حول القرآن والسنة فيما مضى ثم بدأت معركة جديدة عبر استئجار عدد من أفراد الأمة لبث الشبهات حول هذا الدين حيث بدأ بعض من يدعون العلم بالكتابة والطعن بالثوابت الدينية بالقرآن والسنة والآن حاولوا استخدام السهم الأخير في مؤامرتهم لهدم كل الثوابت التي من خلالها حافظ الإسلام على حضارته وقدم النور للعالم, باستخدام الفكر الوهابي التكفيري .
و أكد أن مهمة علماء الأمة اليوم هو الدفاع عن الدين وإعادة الشباب إلى منهج الإسلام الصحيح .
بدوره الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور مدير عام معهد الفتح الإسلامي أكد أن كتاب فقه الأزمة جاء تحقيقا لمبدأ الشورى الفكرية والعلمية التي أقرها الإسلام وحلا للأزمة وتشخيصا لها ومحاولة ناجحة لتقويم ما اعوج من أفكار أبناءها وردهم إلى جادة الحق .
وأوضح الدكتور سفير جراد مدير مركز حوار الحضارات أن كتاب فقه الأزمة هو إنتاج فكري يلامس المرحلة وهو منهج تربوي أخلاقي دعوي لازم في هذه المرحلة الحساسة من عمر الأمة .
كما صدر عن المؤتمر بيان باسم المشاركين في أعمال المؤتمر جاء فيه إن راهنية المرحلة وما أفرزته من تكفير وإلغاء وإقصاء ورصد لظاهرة الإرهاب ومحاولة تسييس الدين كل ذلك دعا لولادة فقه الأزمة كمنظومة فقهية فكرية ومرجعية إسلامية للعمل الدعوي ليس فقط على الساحة السورية فقط وإنما لدول المنطقة جميعا.
كما دعت إلى إحداث مرصد مركزي لمتابعة ما يصدر من فتاوى منحرفة عن منهج الإسلام المعتدل وبيان حكم الإسلام في المسائل التي كانت محلاً لتلك الفتاوى، وبيان أبعاد تلك الفتاوى وآثارها المدمرة على الأفراد والمجتمعات.
وأعلن المؤتمر في بيانه أن مكافحة الإرهاب ومموليه هي الشرط الأساس لنجاح أي مؤتمر في جنيف وغيرها، وأن الشعب السوري وحده هو الذي يقرر مصيره ومستقبله بنفسه دون إملاءات من أحد ، وأن وفد سوريا الذي ذهب إلى جنيف كان قويا، لأن شعبنا معنا ودماء شهدائنا أمانة في أعناقنا وجيشنا يحقق انتصاراتنا وقائدنا بشار الأسد هو خيارنا وهذه هي ثوابتنا الوطنية التي خرج أبناء الوطن في مسيرات شعبية لتأييدها وإعلانها .كما صد عن المؤتمر توصيات انطلاقا من المسؤولية الدينية والوطنية التي تقع على عاتق الوزارة بكل مفاصلها جاء فيها إطلاق البرنامج التنفيذي العملي لفقه الأزمة ، كما أقر إحداث مرصد مركزي للوزارة بهدف متابعة كل ما يصدر من فتاوى منحرفة وبيان حكم الاسلام فيها. واعتمد المؤتمر في توصياته سلسلة فقه الأزمة منهجا دينيا في خطب الجمعة والدروس الدينية في مساجد القطر العربي السوري. إضافة إلى عقد دورات تدريبية للقائمين بالشعائر الدينية لشرح وتحليل مضامين هذه السلسلة.
وأشارت التوصيات إلى اتخاذ الوسطية والاعتدال في الطرح منهاجا للداعية وإلى الاستمرار في مواجهة الفكر التكفيري وأصحابه كما أدت التوصيات إلى الدعوة إلى التسامح والتواصل واحترام الرأي الآخر ومنهجية الاحتكام في القضايا المختلف فيها إلى أهل العلم الموثوق بإيمانهم وعدالتهم وأشارت التوصيات إلى أن الجميع مكلف بفهم واقع أمته وظروف عصره فهما لا غموضا فيه ولا تحريف بما يتلاءم مع منهج القرآن الكريم والسنة النبوية والفهم الصحيح لنصوصها.

لرؤية الصور المرفقة اضغط على الروابط: