بيان اتحاد علماء بلاد الشام حول التطاول على المقدسات الإسلامية والرسوم المسيئة في فرنسا وغيرها

بيان اتحاد علماء بلاد الشام حول التطاول على المقدسات الإسلامية والرسوم المسيئة في فرنسا وغيرها

يقول الله سبحانه و تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}.

لقد تابع العالم كله في الآونة الأخيرة تلك الحملات المتلاحقة التي تهدف إلى الإساءة للإسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ، من رسومات و مقالات و تصريحات على لسان الرئيس الفرنسي ماكرون وغيره من بعض الساسة والصحفيين وأدعياء الفكر في الغرب و أدواتهم القذرة في كل مكان مع الكثير من الوقاحة والإصرار والتباهي بذلك تحت مسمياتٍ و شعاراتٍ رنانة كحريّة الرأي والمعتقد وحريّة الصحافة والإبداع الفكري وغير ذلك .

إنَّ اتحاد علماء بلاد الشام وعلماء سورية يدينون بأشدِّ العبارات والمواقف مثل هذا الإجرام والإهانة ، ويؤكدون أنَّ التطاول على المعتقدات والمقدسات و الرموز الدينية لا يندرج إطلاقاً تحت حرية الرأي و التعبير وإنما هو انتهاك صارخ لكل المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية ، و إنَّ العقوبة بالنسبة لجرائم القتل تكون في تطبيق القوانين وليس من خلال الإساءة لمشاعر ملياري مسلم حول العالم يقدسون رسول الرحمة والإنسانية سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ،كما أنَّ ما تقوم به الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها من دول الغرب وأذنابهم من تسليط الضوء على بعض الجرائم المحددة هنا وهناك بغية توظيفها في تشويه صورة الإسلام لن يُنسيَ العالم الجرائم النكراء التي قاموا بها في تاريخهم الأسود المليء بأشنع صور القتل والإرهاب التي ملؤوا بها الدول التي احتلوها ، وتسلطوا على رقاب شعوبها فتكاً بدمائهم ونهباً لثرواتهم وتدميراً لحضارتهم وتراثهم.

إنَّ اتحاد علماء بلاد الشام يدعو كل العقلاء والمنصفين في العالم إلى التداعي لوقف مثل هذه الإساءات التي ضاق بها الناس ذرعاً والتي تفتح الباب لمزيد من الإرهاب والتطرف.

إنَّ علماء بلاد الشام يدعون من يتبجح ليل نهار بحرية المعتقد والرأي والصحافة والإعلام ويختلق الحجة تلو الأخرى للتهجم حصراً على الإسلام و نبيه صلى الله عليه وسلم والمساجد والمؤسسات الإسلامية للكف عن هذا النهج المتطرف الذي يدعم الإرهاب حقيقةً بدلاً من أن يكافحه و يعطي الفرصة للمجرمين والتكفيريين وأدعياء الإسلام ممن ارتهنوا أصلاً للغرب و أمريكا والصهيونية ليشوهوا حقيقة دين الرحمة والخير والإنسانية ، وإنَّ هذه الحملات المتكررة على كل ما هو إسلامي و عروبي وعلى تاريخنا وثقافتنا وحضارتنا ومعتقداتنا ورموزنا الدينية والتاريخية كانت المقدمة للارتماء في أحضان أعداء أمتنا الصهاينة والتهافت حول التطبيع والخنوع للصهيونية الذي نراه اليوم بأعجب وأذلِّ صوره.

وختاماً فإن رسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله لخير وهداية البشرية قمة سامقة لا يطاولها حقد حاقد ولا إساءة مجرم.

وصدق الله القائل :{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

دمشق في 7 ربيع الأول 1442هــ الموافق لـــــ 24/10/2020م

اتحاد علماء بلاد الشام